Thursday, January 26, 2006

ثورة



حين يعاف قميصك أن تغلق أزراره
أويرفض أن يُحْزَمَ جنباه
فتحرر..
لا تترك زراً يقهرك
أو حبلاً يخنق صوتاً يتعلم أن يكسر كل إطار
لا يكفي ان تنزع زراً
انزع عنك الازرار .
.كل الأزرار
انزع كسرك/يأسك..
والأمل الراكع باستحقار
انزع حتى رباطة جأشك
انزع معها كل الأستار
انزع صمتاً لايسكن ...
بركاناً يتفجر في قلب بحار
أطلق منك ...لسانك /سيفك
يقتص من الجاني
ومن المجني
ومن القاضي والشاهد رغم الأعذار
إن يجبن سيفك فاقطعه
أبدله ببوقٍ...مخلوقٍ من جذوة نار
ثم أصرخ جلي
صوتك سوف يدوي
لن يمنع قطع لسانك صوتك
فالحق بذاته
يأبى الأستار
أحضر سكيناً وتدلى من حافة دار
ثم أنظر
هل يظهر خوفك...؟؟
إن كُشف الستر...
فاقطع رسغك وتباهى..
فسقوطك عين الإكبار
انزع قلباً الف الرعدة دوما
ً قلباً قبل مطيعاً عيش الذل
انزع وبغل
لايأخذك حنين..
ففؤادك قد مات
مذ أحنى للجبن المنخار
أوجز... لا تحفظ للجسد ستار

رحلات جليفر المصري 2

ملائكة رحمة أم ملائكة عذاب؟

ربما يؤمن بعضنا بالطب ورسالته السامية، ربما نحترم بعض الرموز وربما نقدس بعض المبادئ، لكننا في الحقيقة وللأسف عندما نصطدم بالواقع، ونواجه الحياة نكون وحوشا حقيقيين لا مراء في ذلك.
(1)
قاربت الساعة على السادسة مساء عندما كنت أجتاز طرقات المستشفى لتحضير الحالة، بدأت أراجع الطريقة المثلى للتعامل مع المرضى وكذلك تنبيهات الطبيب:
1- اطلب للمريض شاي، بس ما تشربش معاه.
2- ادي للمريض فلوس يشرب سجاير، بس ماتشربش معاه.
عندما اقتربت من القسم نصبت قامتي وتحركت بطريقة عسكرية، سألت عن اسم المريض ثم اتجهت إلى العنابر بحثا عن ضالتي، سألت عنه فأشار لي أحد المرضى إلى رجل في الثلاثينات من عمره يصلي في منتصف طرقة المستشفى، حقيقة.. فكرت في الصلاة خلفه حتى لا أفوت المغرب ولكن طبقا للقوانين:
1- لا تجعل المريض إماما لك.
2- لا يحق للطبيب الصلاة كالعامة في الطرقات.
لذلك انتظرت حتى فرغ من صلاته ثم اتجهت نحوه "ازيك يا حج جبريل" قطب حاجبيه وصغر لي بعينيه "نعم يا سيدي؟!" لم تبد لي إجابته مريحة، لذلك حاولت صنع جو من المرح "ايه يا عم؟! ايه اللي تاعبك؟" استنكر سؤالي ثم اندفع قائلا:"طين وزفت وعيشة قرف...ادي اللي تاعبني" هنا فقط علمت أني أمر باختبار صعب. عندما بدأ الحوار يحتد بيننا قاطعنا زميلي الذي حاول أن يلاطف المريض ولكن دون جدوى، فجأة قاطعنا صراخ أحد المرضى من شدة الإعياء ثم وقع من طوله....( طبعا صنع ذلك جوا من المرح والإثارة) هدأ كثيرا من غضب المريض، عاود زميلي سؤال المريض مرة أخرى الذي أجاب باقتضاب أحيانا وبسباب أحيانا أخرى، تظاهرت أنا بتفحص بعض أوراق التحاليل والأشعات، فجأة انفجر في لعن القسم الذي لبث فيه أكثر من 15 يوما، ثم حوله لقسم آخر الذي مكث فيه مدة مساوية "وكله تحت خدمة الطلبة".
(للعلم: المريض أجري وحاليا لا يعمل ولديه عقم وفتاق إربي)
حاول صديقي أن يطمئنه بأن الموضوع كلمتين وفحص صغير ونمشي، فاجأنا المريض بالوقوف على السرير ورفع الجلباب ووقف عاريا وسط العنبر "هو ده اللي حصل والله" ..تجمدنا أنا وزميلي من المنظر ثم سارعنا بجذبه ولقحنا الجلباب عليه..وتابع سبه للطلبة الذين جعلوه حقلا للتجارب..سعادته قال كمان إن الطلبة دول لما الواحد ربنا يفتح عليه ويفتح عيادة ما يعالجش كلب فيهم (طبعا احنا مش بيطري يا حاج) ويخلي كشفه بـ 50 جنيه (دمه خفيف الحج جبريل..الخمسين جنيه تعمل ايه اليومين دول) تركته أنا وزميلي بعد فحص سريع، وفي الصباح الباكر حاولت إكمال الشيت: اسمه وشغلته ..رفض تماما.
*حقائق:
1- أثرت الطبيب عليه مما دفعه لسباب المريض وطرده (أحسن!!) ولم يخل عامل الفصول من بعض السباب.
2- كنت في غاية الوحشية والدهاء ولكن المهم أن هناك دائما صيدا (لم أرغب أن يكون أنا).
(2)
حكى لي أحد طلبة السنة النهائية أن عاملا في الستينات من عمره يعاني من فتاق إربي، كان ذلك بالطبع صيدا ثمينا للطلبة فمريض فقير ضعيف كبير السن لن يرفض أشياء كثيرة (يا بختكم يا بتوع ساتة) لذا مال أحدهم على الطبيب وقال بخبث والشرر بيطق من عينيه:
" احنا ما عملناش PR خالص يا دكتور
اتسعت ابتسامة الطبيب وقال لبقية التشكيل العصابي:
"وماله يا ولاد... مش عيب برضه..يللا بينا..هجوووووووم !"
أولا داعب المريض (عشان يخدره..هو ده التخدير الموضعي) وأعلمه بالأمر رفض المريض وحاول الإفلات (فاكر ان دخول الحمام زي خروجه) حلف الطبيب بكافة أيمان المسلمين (والمسيحيين لزوم الوحدة الوطنية) أنه سيجعل جميع الطلبة يـ.......... (انتوا فاهمين طبعا..) واحد واحد .... وتعالت صيحات المريض من الألم مع كل يد. وهكذا تم اغتصاب البائس الذي خرج من غرفة الفصول وهو يباعد بين قدميه (كالطفل المطاهر حديثا) وتابعه الطلبة بضحكات ونظرات ظافرة.(3)أثناء أحد الروندات التي يخبرنا فيها الطبيب بكيفية التعرف على تضخم الكبد في مريض من السبعينات من عمره (مريض لقطة..لا فيه حيل يزعق ولا حتى فيه سنان يتكلم) يعاني من هزال شديد يهتز مع أنفاس زميلي. قام أحد زملائنا في ظفر وشماتة وقد ظفر بفريسة..تابعه الطبيب بترقب ثم فجأة قاطعه.." بالراحة"..(بالراحة ليه ما قلنا ما فهوش حيل يزعق) ابتسم الزميل وأخذت يده تجول في بطن المريض.. وتعالى الصراخ.

حكايا جليفر المصري1



عسكر في المعسكر

في إطار حرص الكلية على بعث القوافل الطبية القرى النائية فقد أتحفتنا بتلك الأخيرة إلى "أولاد الجبل".........طالعنا لأول وهله مبنى كبير يفترش الرمال وفى أحضان الجبل .(1)غرفة العمليات :إمكانيات جبارة هو الانطباع الأول الذي يصلك من جرد النظر: غرفة مجهزة بأحدث الإمكانيات:1-دكه خشب اسطنبـــولى.2-لمضـــه عويل (5 حصان).3-خرطوم عربة كسح لسحب الدماء المتكونة أثناء الجراحات الضخمة.4-شبت قطن طبي مفتخر (لسه مقطوف من الغيط).5-5شبابيك على الشارع للتهوية تحس منهم انك في الشارع.
6-فرن شمسي
(auto clave)
.يعمل بقوة القش والجاز.أحدث عملية تمت فيها لطبيب مفتح حول واد لبت وهو بيعمل عملية طهارة .(2)صيدلية المستور :كثرت الشائعات التي حامت حولها لذا بعثنا مراسلنا لتنقل لنا الكاميرا الموقف عن قرب لنتعرف على الحقيقة. المنظر يندى له الجبين ألوف البشر تتصارع للحصول على شرائط أدوية بدا واضحاً أنها نفذت ولم يجد زملائنا سوى الجلوس بنفاد صبر.أرسل لي أحدهم وطلب إخفاء اسمه ( لدواعي أمنية) واندفع يحدثنى بحرقة عن المأساة التي تعيشها الصيدلية فقد لاحظ مراراً أدوية هامة_ المرضى في أمس الحاجة_ في جيوب العمال وغيرهم هذا إن لم يحملوا كراتين الدواء جهاراً نهاراً ..وحدث ولا حرج.بعد أن شكرته أرسلت أحد مراسلينا لإيضاح أغوار تلك الأمور...تنكر في زي أحد الطلبة ودخل الصيدلية وهاك الجدول اليومي لها الســـاعة العاشرة والنصف صباحاً :فتح الصيدليةالســـاعة( 11 ) إلا ربـــــــع :تشارف الصيدلية على النفاذ رغم يقين مراسلنا من وجود آلآف الشرائط منها منذ ثواني استطاع بعد ذلك بعيونه المدربة رؤية مئات منها في جيوب العمال والسائقينالســـاعة( 11 ) تماماً :نفذت الصيدلية تماماً من الدواء رغم دهشة من بالداخل _من الزملاء_وحيرة من بالخارج من المرضى أظلمت الدنيا في عيني مراسلنا ولإثبات طهارة المعسكر توجه عميلنا إلى (....)فدار الحوار التالي :العميل :يا (....)العمال و السائقين بيسر قوا الــــدواء(......) :أنت عملت البحث بتاعكالعميل :طيب غور وكمله وابقى تعالى اتكلم .لم نيأس بسرعة وانتظرنا اجتماع المعسكر خبأنا كاميراتنا بين جذوع النخل وأوراق الصبار المتناثر حولنا وتابعنا بترقب:كنا قد أعددنا جيشاً من المتحدثين ليثيروا عاصفة من الانتقادات على سير المعسكر تعالى فيها الهتاف ولكن طبعاً لم يعجب ذلك الكثير و ولسبب غير مبرر انضم الجنس الآخر لهم وقامت أحد المتحدثات تعدد الفوائد الوهمية لتلك الزيارة وأنشدت :ممــــــتاز يا حبيبي ممـــتاز ........ حتى لو حطيت في زوري قزازلو حطتني في حله أو بتجاز ...........ممـــــتاز يا حبيبـــــي ممــــــتاز ويبدو أن الزميلة نسيت أو تناسيت آلام هؤلاء البؤساء.

(3) العيادات:* عيادة الجراحة:لم تكن بطبيعة الحال أفضل من غيرها، فلم يتوافر بتلك العيادة سوى زجاجة صدئة بها قليل من صبغة اليود التي كانت تطفو على سطحها قطن محروق أو حاجة غريبة، والتطهير بها في غاية السهولة: كب منها أي كمية على الراجل، يتطهر على طول والدكتور يقوله: تقدر تروح يا حاج ! من غير بقى لا قطن ولا شاش ولا الحاجات الغريبة دي (احنا قلنا قبل كده ان غيط القطن مخصص لفرفة العمليات)* عيادة النسا:للحق، شهدت نشاطا على عكس غيرها وإن كان هذا النشاط يقتصر على الساعات الأولى فقط، وقد روى لنا أحد الزملاء أنه بعد فترة من جلوسه بجوار الطبيب خلع عليه الطبيب ثوبه، وخلع هوّ...أعطى له روشتتان وقال: دي للحوامل، ودي للباقي...واتصرف انت !!* عيادة الجلدية:حقيقة، أقف احتراما لهذه العيادة والتي أشيد حقا بجهودها وذلك لأن أهل القرية البؤساء يعانون من أكثر أمراض العصر عنفا لدرجة أن أسرة كاملة من 10 أفراد تعاني جميعها من الجرب !!*عيادتي الرمد والأنف والأذن:كانت تختلف على حسب الطبيب القائم عليها لكن بالطبع المشكلة الأولى والأخيرة: لا فيه تورش(كشاف يعني) فوق ولا قطرات في الصيدلية تحت، أنا كنت دايما بسأل نفسي : عملوا ليه العيادة من الأساس؟!*عيادات الباطنة وغيرها التي كانت تعاني من قلة الإمكانيات التي جعلت الأطباء خاصتها يظنون أنها دعابة حقيقة: 1-لم يكن على لسان المرضى سوى:حسبي الله ونعم الوكيل2-المرضى هناك في غاية الطيبة، بيدعوا لناس ما يستاهلوش !!(4) داخل البيوت:أما أثناء حركتنا داخل البيوت، فقد حفلت بالعديد من النوادر ....1-في قرية العزبة: التف حولي الأهالي في شيء من الغضب، بينما شرع الباقون خاصة النساء في الخروج من المنازل في حركات هستيرية حادة دعتني لأن أهم بالفرار لولا أن استوقفني الناس اللي حواليه وأخبروني أن زوجاتهم ظنوا أن الزميلات هم بنات من العراق شاء القدر أن نقوم نحن بتوزيعهم على رجال القرية كل على حسب عدد زوجاته (يكمل 4 يعني)..ياريت ونخلص! 2-دق أحد زملائنا باب أحد أفراد القرية فاجأه رب الأسرة بقوله: ماعندناش حمام، ورينا همتك وركب !!3-أما عن إبداعات الزملاء في ملء الاستمارات فحدث ولا حرج...الزميل (س): فلان الفلاني أعزب ويوافق على تنظيم الأسرة ويستعمل اللولب !!الزميل (أ): فلان الفلاني ليس لديه كهرباء ولديه ثلاجة وتلفزيون !الزميل (ع): فلان الفلاني أعزب ولديه ثلاث أبناء...أستغفر الله!حقيقة:سيبك من كل التريقة والهزار...خلوا عندكم دم يا عالم إذا ما كناش هنعمل اللي علينا من منظور طبيب بيعالج يبقى على الأقل نتعامل مع الناس من منطق الإنسانية...ولا المعنى ده غريب على بروتوكولات الأطباء عندنا ؟!!!ربما كان علينا ألا نزور هذه الأماكن ، على الأقل اللي يموت منهم يموت بكرامة من غير إهانة أو إيلام !!!
ودمتم !

سقوط بغداد"أزمة بلاداعي"



ما دفعني حقيقة لحضور الفيلم هو كم الجدليات التي أثارها منذ عرضه على الرقابة و الزوبعة الإعلامية التي تلته عند عرضه في مهرجان "القاهرة", و كم الإطراء عليه من فنان محترم مثل الفنان صلاح السعدني , كما أن اللقطات التي اقتبسها مخرج الإعلان من الفيلم جميلة , وتنبأ عن فيلم قوي , نهايةً بقضية "للكبار فقط "التي توحي أن الفيلم يتعرض لمشاهد من القسوة بمكان أو ذات محتوى من الإسقاط الجنسي المباشر والتي لم يعتدها المشاهد المصري داخل أفلامه –طبعاً- ولكن كالعادة عندما يقوم من سبقك بالنفخ في مستوى الفيلم ويقوم يرفع الـ
" threshold "
الذي سوف تقيس على أساسها الفيلم فإنه غالباً ما يكون ذلك ظالماً بشدة لتقييمك للفيلم .
المخرج الجميل "محمد أمين " اختار الكوميديا السوداء للتعبير عن فكرته وربما كان هذا هو الاختيار الأصعب
.
تقييماً للعمل ككل , فهي تجربة جيدة بدايةً من الثوب الجنسي الذي ألبسه المؤلف للفيلم والتي كانت من التركيز لدرجة الهوس المرضي ما دفع أحدالصحفيين بجريدة الدستور لوصف الفيلم بــ"النكتة الجنسية القبيحة" , مروراً بسلاح الردع الذي زرعه الكاتب والذي جعله الفنان القدير "حسن حسني" ليصبح هو الحل الوحيد للموقف , وأن كنت أرى أنه لم يوفق في نقل حلبة الصراع من قضية السقوط ذتها بتداعياتها إلى قضية ذلك السلاح , وما شاب ذلك من مداخلات دارت عليها أحداث الفيلم وعلى فكرة الفيلم لاهو للكبار ولا يحزنون, والكلمة جرت للفيلم أعداد غفيرة من الشباب الصغير الذي توقع أن يجد ضالتهم في الفيلم " يا عيني شربوا مقلب سامعهم شغاليين طول الفيلم يلعنوا في سلسفيل إللي كتب العبارة دي...مقلب بالشفة" .

الفيلم مهد في سبيل ذلك لنظرية الغاية تبرر الوسيلة- وان كان يحق للمؤلف انتخاب الطريقة التي تروقه-إلا أنها تعطي الحق أيضا لمن يرغبون في احتلالنا في سبيل أنهم "ينضفونا" كما تقول الشخصية وهنا تناقض.

كما أن العديد من المشاهد لم تخلو من المباشرة التي تصل لحد الفجاجة أحياناً , و للأسف مازال أحمد عيد أقل من مستوى الحدث.

زرع شخصية الخائن أو فلنقل المنبهر بالحياة الغربية جاء ساذجاً إلى حد كبير ليس له عمق درامي والطريقة التي أنهى بها المؤلف تلك الشخصية هو للأسف فشل منه في زرع الشخصية داخل الأحداث فاكتفى بنظام "الطشاش ولا العمى كله" وكان أغنى للفنان محمد الصاوي أن يقبل هذا الدور السخيف والذي ينتهي بنهاية بمثل تلك السذاجة.

أما فكرة إقحام وزيرة الخارجية الأمريكية داخل الفيلم أرى أنها جاءت تصفية مادية "عبيطه" فحسب بينما كان من الأجدر هو الاستفادة من وضعها داخل العمل الدرامي ذاته.

حكاية الــ
"CIA"
وسعت شويتين
وبعدين فين السلاح اللي المفروض أنهم هيجربوه أمام السلاح الرادع يبدوا أنهم نسيوه...."برضك ده كلام

حقيقة مشاهد الحلم وتتابعها أروع ما في الفيلم طبعاً بالتغاضي عن النهاية السخيفة و التي حولت نقطة الحصاد لدى العمل إلى سيرك بمعنى الكلمة, وللحق فكرة المدرسةواللوحة التي تتع الاقواس فيهالكافة الدول العربية ورمزية ترك الأقواس مفتوحة يستحق المؤلف فيها التحية.
قبل النهاية لا يفوتنا الحديث عن الإنتاج الهزيل والذي كان ينبغي أن يكون أكبر من كده مراحل " وحياتك يا سيادة المنتج ده يبقى سلاح ردع ولا حتى تجربه ليه!!!؟... طيارات لعبه تعمل بخخخخخخ.. يلا هتروح من ربنا فين .. كل جنيه العشرة تدفعهم على الحكمة..!
واولاً وآخيراً هذا لا ينفي عن العمل جودته والنجاح الذي حققه في نقل القلق حول المستقبل الذي يجتاح الشخصيات للمشاهد طوال فترة عرض الفيلم.

التنحية



الجميع يدعي أن الاختلاف لا يفسد للود قضية-كذباً طبعاً- بينما الواقع على عكس ذلك تماماً فجل غيتنا تلك الأيام أن نصبنا نفسنا آلهة لا راد لحكمها ومن خالفها كافر حق لنا قتله...


¨ مثلاً تجد فئات من المسلمين الذين لا يدركون غاية الدين و حدود العلاقة مع الأقباط التي تنظم التعامل معهم بلا تضييق أو تفريط....
· تجد مثلاً دكتور الجامعة يعمد إلى الخسف بدرجاتهم إلا القليل ممن تحلى بــ"الكوسة" أو من ألقاه حظه السعيد ليكون من وقع علية الاختيار ليمثل " ال6%" تمثيل نسبي يعني.


· في المواصلات من المعتاد أن تفسح ليجلس لجوارك أي أحد عشان تخلص بينما تستنكر أن يجلس إلى جوارك واحد مسيحي.
· البعض لا يقبل حتى السلام عليهم
· تجد البعض يأنف أن يشتري من بقال لمجرد أنه مسيحي ,وإن كنت أراها على الجانب آخر أكثر وضوحاً


وعلى الطرف الآخر تجد أفعالاً زادت من تلك الفرقة إما برد فعل حيناً وإما عن عمد أحياناً أخرى:

· فمثلاً سياسة الانعزال و التحزب التي أصبحت السمة المميزة للمسيحيين.
· مثلاً عندنا الميحي ممكن يدبح واحد من عياله ولا يسكنش مسلم في بيته.
· لدينا الآن سلسة من المحلات في كل شيء من الأبرة للصاروخ بتمويل خالص من الكنيسة مع دعوة صريحة للكف عن الشراء ممن غضب منهم الرب... بقى دا امه كلام يا أخونا!!!!
· محاولات إقحام دولا أخرى و استغلال الموقف –لاكتساب عدد من النقاط-ولو على أنقاض ذلك الوطن .
· تصدقوا يقولون أختار قساوستهم اللون الأسود حزناً على" احتلال المسلمون لمصر" ومش هيخلعوه غير لما يغوروا من وشهم و بيغيروه بس يوم العيد "أهو يوم ترويح!!"
· العدائية التي تتولد حديثاً بين الشباب المسيحي والتي أرى أنها متعمدة
"طبعاً وما يقوم به أقباط المهجر خير دليل واعتبر من يشارك فيه ويوافق على كافة أطروحاته خائناً كان من كان "

نعم هناك أمثلة كثيرة فيها ود متبادل ولكن دعنا نتحدث بصدق كم تمثل تلك الأمثلة:
i. لي صديق مسيحي تقربناً لبعضنا كثيراً حتى أن من يراه يسأله عني ومن يراني يسأله عني من فرط ما رأونا معاً.... النتيجة: ماذا ؟
كل من له كلام ومن ليس له كلام معي جاء يراجعني في فعلي ليعيدني لصوابي ولولا كوني ذو اتجاه وميل ديني واضح لما نجيت من تكفيرهم ,وإن كان أبدى ذلك البعض على سبيل الفكاهة " انت هتنصرن ولا أيه؟ هاها.." حقيقةً لي من القوة على وقف كل اللسان , أن استمر في ما أراه صحيحاً ,ولكن ما حدث لصديقي كان ابتزازاً كما وضع حدا لتلك اعلاقة ولو على صورتها الحالية فافواج من الزملاء يحجون لبيته ينصحونه بالبعد عني لأني البعبع -وخاصة بتوجهي الديني المعروف" على فكرة لنا من الأخوان ولا السلفيين ولا التيار الإسلامي عشان مخك ميروحش بعيد" – ولم يشفع كوني لي علاقات جيدة معهم جميعهم ,وصل الأمر أن بدأ القساوسة يزورونه في البيت مابين الترغيب والتهديد لدرجة أن طلب مني أن نكف عن الظهور معاً حتى لا يتعرض للمشاكل قبلت مرغماً .. أنا لا أجبر أحداً على تحمل الصعاب من أجل ما يراه صحيحاً.."طبعاً لو دخلنا في الجد والـ (س و ج و ن ) كنت هفلسع أصلي حبايبنا مبيرحموش"

ii. والدتي هي الأخرى لها صديقة مسيحية لن أتحدث عن كم الضغوط المبذولة ضدها ولولا كونهم راشدين وسيدتين مصريتين من النوع الطيب التي لا ينتظر منهما حركات ثورية إضافة إلى تقارب بين والدي وزوجها لكان الأمر انتهى هوالآخر على النحو نفسه وبعدين نقول وطنية "ياراااجل!!"


iii. وهناك الكثير والكثير ولكن للأسف كما تدل على تواجد أمثلة من الإعتدال توضح في الوقت نفسه علىالتيار المعاكس, على فكرة انا بلوم الطرفين بنفس القدر , المشكلة اننا لمنتعود منذ الصغر على قبول الآخر واحترام الوالدين لرأي الطفل ومناقشته ..مسكين هيجيبه منين.

لي ملحوظة على حكاية "المسلمين اللي غزو مصر"دي..
على حد معلوماتي الضئيلة إن المسلمين دخلوا مصر بمساعدة الأقباط والرهبان الذين عانوا الأمرين على أيدي الرومان –وقتها حكم الرومان مصر - من التعذيب عندما كان الرومان وثنيين ,وعانوا أكثر عندما دخل الرومان المسيحية لأنم لسوء الحظ اختاروا مذهباً آخر , وعصر الشهداء لديهم أكبر دليل على ذلك , وبعدين أحنا المسلمين أغلب أجدادنا مسيحيون دخلوا الإسلام يعني لا في غزاه ولا يحزنون... ياريت بلاش دعاوى التعصب والفتنة.كفاية.

· تيجي للنواحي الحياتية فلن تجد في أي مجتمعنا يحدث في مجتمعنا من كم تنحية الآخر و تهميشة ووأد أي إنتاج يرتبط به ,وهنا أقصد بالآخر هم من يختلفون معنا في أي رأي كان بداية من أتفه المواضيع من مجرد النقاش العادي وصولاً لأعلى وأبرز الآراء التي يعج بها الوسط السياسي , فهناك إقصاء مقصود لكافة الآراء والأنشطة المخالفة لرأي الدولة حتى ولو كانت نافعة ومفيدة للمجتمع مادامت لا تتماشى مع آراء الحزب الحاكم...فمثلاً :
· الأحزاب السياسية الأخرى لا تجدلها لا أي عمق على المستوى الشعبي نتيجة لإقصاء واضح من الدولة بهدف ترك الحلبة لهم دون منافس رغم كوني لا أنتظر من تلك الأحزاب إذا حدث ومسكوا زمام الأمور إلا كل إقصاء لكافة القوى المناوئة ولن تختلف أخلاقهم كثيراً عن الحزب الوطني إلا ما رحم ربي... لكن على الأقل يصبح لكل فئة حظه من الإقصاء ومن الترقي .
· الإخوان "رغم اعتراضاتي العديدة لطريقتهم ف تناول القضايا وأولوياتهم التي لا تسم بعض أفعالهم بالريبة" ولكن هم دائماً في خانة الإقصاء, وإن كانوا استطاعوا بنظام يحسدون عليه بسط تواجد على الأرض بشكل لم تنجح فيه الأحزاب التي نالت من الشرعية التي يبدوا أنها كانت على ضحالتها من الكثرة كتمت على نفسها فاختنقت , وأن كنت أرى أن المسرح الحالي ينم عن تواجد لاتفاق خفي بينهم و بين الدولة- وهو موجود دائما فعلاً- و ماحدث في المرحلتين الثانية والثالثة من انتخابات مجلس الشعب أتم دليل على ذلك وليس العكس , فما دامت الدولة قادرة على سحلهم كما حدث فلما تركتهم قبل ذلك-اقصد المرحلة الأولى - الحقيقة أن ماحدث فقط لحماية تواجد الحزب فقط..العلاقة ما بينهم هي علاقة"tom & gerry" ,كل واحد ضروري لوجود الآخر.
· الأزهر أكبر دار لتنحية الآراء التي لاتتفق مع الدولة بشكل أو بآخر فهي تترك من يتفق معها أو "اللي يقعد كده على حيله على جنب ويتلهي على عينه ويخليه في نفسه" أهلاً به , لذا تترك السلفيين وترخي الحبل لجموع الصوفيين حتى ولو جعلوا البلد كلها حضرة أو مولد كبيرة "يلا خليهم يتلهو ويلهو الناس معاهم"...حسبي الله ونعم الوكيل, أما الوهابية "الخطر الآتي من الشرق" كما يحلو للبعض أن يسموها .. ربما تتشدد هي الأخرى وربما تقوم هي الأخرى بإقصاء من خالفها من آراء لكنها تتعرض للمثل..يبدوا أنها عقلية الجهلاء العرب من كل الطوائف التي تسعى لنا جميعاً أن نقف عند ما نحن عليه وإن كنت أحمد للوهابية قدرتها على التخلص من موالد الجهل الديني و الأضرحة التي كانت تجتاح الحجاز قديماً والتي مازلنا نرزح نحن هنا تحتها بفعل فاعل!!., أخبرني صديق أن له قريب قدم في الأزهر للحصول على درجة الدكتوراه وكانت رسالته تستمد مرجعيتها من عقيدة الإمام "محمد بن عبد الوهاب""الوهابية" واعترض على نقاط في المذهب الأشعري ,فقام الدكتور على جمعة أو أياً من كان فقطع الرسالة نصفين في وجهه وقال له إحنا هنا أشعريين وخد كلمتن اللي فيهم النصيب ما زلت أذكر كلمات أ. أسامة سرايا في ندوة وكم الكره الذي يتحدث به عن السعودية ودول الخليج ولم نسى أن يوزع اتهاماته لهم بالشروع في زرع جماعات داخل مصر للتخلص منها والسيطرة عليها " بلا نيله " بتاع أيه لا الإخوان ولا السلفيين بيحبوا السعودية , ومن يومين قريت فتوى سعودية بتكفير حسن البنا وكل اتباعه من الإخوان يبقى أيه يا سيدي .
· أما في دراستي الأكاديمية فحدث ولا حرج عن ما واجهته من أعاجيب , فكلام الباشا قرآن وكلام الدكتور اللي بعده أنجيل-عشان الوحدة الوطنية- و هلما جرة وكل لا يقبل كلام الآخر," ولو اتكتب في Textbook " ,ولو حظك العاثر رماك في وش "دك..تور" وقلتله حرف معجبوش يا سلام تبقى كفرت, وحل فيك الدبح " هذا ما حدث لي مراراً وتكراراً ", دخلت في يوم وعملت فيها فتك و ذاكرت من كتاب في عين شمس وسألني الباشا في الشفوي أنت حضرت محاضراتي ...قلت له أيه ده ياباشا بتقول أيه دا كلام تقوله..سكت "الباشا فهم خطاً أني حضرت"..ثم سألني طبعاً أفضت وجبت من هنا وهنك و لما قلت كلام بتاع عين شمس عينك متشوف إلا النور .أنسى الكلام ده , أنت مبتحضرش قللي جبت الكلام ده منين , وده السؤال اللي كلنا بنخاف منه , واللي تم تحذيرنا بشدة منه!! ..قلتله ياباشا مكتوب في كتبنا ...هاج وماج قاللي غلاااااااط ...يلا مع السلامة..بس أيه الحمد لله نفعني النظري واللجنة الثانية كيفت الدكتور بكلامه وعدٌت"
· البيت :أعتقد أنها المؤسسة الأولى لوئد كل الآراء, لذا ينشأ الطفل إما على السلبية و يصبح على ابركة المواطن المصري المهذب يشرب اللبن الصبح وشتري الأهرام ويستنا في طوابير الجمعية بصبر أيوب سعيد بما جناه وينام بدري , وإما يخرج متشبث بأراءه كأنها الوحي الإلهي يارب صبرنا.

لا يوجد للأسف ما يسمى بحياد الرأي هنا ,الكل يعكف على إثبات رأيه ويجند كل طاقاته لفرضها على الآخرين , لو أنفق نصفها لتقبل الآخر على هيئته وله أن يسعى لمناقشته دون إرغام لكان أولى , أعتقد آن الأوان أن نتوقف عن سياسة التنحية والتهميش لما لا يلتقي مع رغباتنا وإلا هلكنا جميعاً..

هل هناك من له الحق في منع أي ابداع حتى لو كان هو من أنشأه؟

.
.
هل هناك من له الحق في منع أي ابداع حتى لو كان هو من أنشأه؟
"بخصوص أزمة قصة"أولاد حارتنا " للكاتب نجيب محفوظ

ربما استهلالي بهذا السؤال يدفع الكثيرين للظن بأنني سأجيب بالنفي....
بينما على العكس ! وفي تلك الأزمة تحديداً ,أرى أن من حق المبدع الذي ألف إبداعاً ما في إحدى مراحل عمره أن يكون هو وحده ووحده فقط له حق نشره , وخصوصاً إذا كان نشره يتعارض مع وجهة نظره في تلك المرحلة.
المبدع له الحق أن يولف المرحلة التي تخصه دون تدخل من أحد, و أ.نجيب وضع شروطاً في رأيه كفيله بنشر إبداعه, فلنا أن نحاول توفيرها وافقنا أم ابينا- إذا أردنا حقاً نشرها- و إلا ليس لأحد إرغامه على شيء يأباه.
وليس لدار الهلال أن تضغط على كاتب بقدر "نجيب محفوظ" وتنازعه على حق من أبسط حقوقه .
وموضوع الإبداع عندما يخرج من مبدعه يصبح ملكاً للجميع " ده يبقى كلام فارغ" , وإلا ليه تهوسونا بموضوع الملكية الفكرية وسرقة المواضيع وسرقة الوصلات الفضائية...ولا الملكية الفكلرية على هوا ناس ناس تتاوى في حقها من إباحة أو منع!!.
من غير رط ولا عجن ده حقه واللي هيرفع قضيه بالحجر على حق المبدع في النشر يبقى زي اللي بيرفع حجرعلى أبوه "أصله معرفش مصلحة نفسه وهم اللي عرفينها..."طبعاً دار الهلال ليهمها زيد ولا عبيد"...
اتمسوا بقى