ما دفعني حقيقة لحضور الفيلم هو كم الجدليات التي أثارها منذ عرضه على الرقابة و الزوبعة الإعلامية التي تلته عند عرضه في مهرجان "القاهرة", و كم الإطراء عليه من فنان محترم مثل الفنان صلاح السعدني , كما أن اللقطات التي اقتبسها مخرج الإعلان من الفيلم جميلة , وتنبأ عن فيلم قوي , نهايةً بقضية "للكبار فقط "التي توحي أن الفيلم يتعرض لمشاهد من القسوة بمكان أو ذات محتوى من الإسقاط الجنسي المباشر والتي لم يعتدها المشاهد المصري داخل أفلامه –طبعاً- ولكن كالعادة عندما يقوم من سبقك بالنفخ في مستوى الفيلم ويقوم يرفع الـ
" threshold "
الذي سوف تقيس على أساسها الفيلم فإنه غالباً ما يكون ذلك ظالماً بشدة لتقييمك للفيلم .
المخرج الجميل "محمد أمين " اختار الكوميديا السوداء للتعبير عن فكرته وربما كان هذا هو الاختيار الأصعب
.
تقييماً للعمل ككل , فهي تجربة جيدة بدايةً من الثوب الجنسي الذي ألبسه المؤلف للفيلم والتي كانت من التركيز لدرجة الهوس المرضي ما دفع أحدالصحفيين بجريدة الدستور لوصف الفيلم بــ"النكتة الجنسية القبيحة" , مروراً بسلاح الردع الذي زرعه الكاتب والذي جعله الفنان القدير "حسن حسني" ليصبح هو الحل الوحيد للموقف , وأن كنت أرى أنه لم يوفق في نقل حلبة الصراع من قضية السقوط ذتها بتداعياتها إلى قضية ذلك السلاح , وما شاب ذلك من مداخلات دارت عليها أحداث الفيلم وعلى فكرة الفيلم لاهو للكبار ولا يحزنون, والكلمة جرت للفيلم أعداد غفيرة من الشباب الصغير الذي توقع أن يجد ضالتهم في الفيلم " يا عيني شربوا مقلب سامعهم شغاليين طول الفيلم يلعنوا في سلسفيل إللي كتب العبارة دي...مقلب بالشفة" .
الفيلم مهد في سبيل ذلك لنظرية الغاية تبرر الوسيلة- وان كان يحق للمؤلف انتخاب الطريقة التي تروقه-إلا أنها تعطي الحق أيضا لمن يرغبون في احتلالنا في سبيل أنهم "ينضفونا" كما تقول الشخصية وهنا تناقض.
كما أن العديد من المشاهد لم تخلو من المباشرة التي تصل لحد الفجاجة أحياناً , و للأسف مازال أحمد عيد أقل من مستوى الحدث.
زرع شخصية الخائن أو فلنقل المنبهر بالحياة الغربية جاء ساذجاً إلى حد كبير ليس له عمق درامي والطريقة التي أنهى بها المؤلف تلك الشخصية هو للأسف فشل منه في زرع الشخصية داخل الأحداث فاكتفى بنظام "الطشاش ولا العمى كله" وكان أغنى للفنان محمد الصاوي أن يقبل هذا الدور السخيف والذي ينتهي بنهاية بمثل تلك السذاجة.
أما فكرة إقحام وزيرة الخارجية الأمريكية داخل الفيلم أرى أنها جاءت تصفية مادية "عبيطه" فحسب بينما كان من الأجدر هو الاستفادة من وضعها داخل العمل الدرامي ذاته.
حكاية الــ
"CIA"
وسعت شويتين
وبعدين فين السلاح اللي المفروض أنهم هيجربوه أمام السلاح الرادع يبدوا أنهم نسيوه...."برضك ده كلام
حقيقة مشاهد الحلم وتتابعها أروع ما في الفيلم طبعاً بالتغاضي عن النهاية السخيفة و التي حولت نقطة الحصاد لدى العمل إلى سيرك بمعنى الكلمة, وللحق فكرة المدرسةواللوحة التي تتع الاقواس فيهالكافة الدول العربية ورمزية ترك الأقواس مفتوحة يستحق المؤلف فيها التحية.
قبل النهاية لا يفوتنا الحديث عن الإنتاج الهزيل والذي كان ينبغي أن يكون أكبر من كده مراحل " وحياتك يا سيادة المنتج ده يبقى سلاح ردع ولا حتى تجربه ليه!!!؟... طيارات لعبه تعمل بخخخخخخ.. يلا هتروح من ربنا فين .. كل جنيه العشرة تدفعهم على الحكمة..!
واولاً وآخيراً هذا لا ينفي عن العمل جودته والنجاح الذي حققه في نقل القلق حول المستقبل الذي يجتاح الشخصيات للمشاهد طوال فترة عرض الفيلم.