Thursday, January 26, 2006

التنحية



الجميع يدعي أن الاختلاف لا يفسد للود قضية-كذباً طبعاً- بينما الواقع على عكس ذلك تماماً فجل غيتنا تلك الأيام أن نصبنا نفسنا آلهة لا راد لحكمها ومن خالفها كافر حق لنا قتله...


¨ مثلاً تجد فئات من المسلمين الذين لا يدركون غاية الدين و حدود العلاقة مع الأقباط التي تنظم التعامل معهم بلا تضييق أو تفريط....
· تجد مثلاً دكتور الجامعة يعمد إلى الخسف بدرجاتهم إلا القليل ممن تحلى بــ"الكوسة" أو من ألقاه حظه السعيد ليكون من وقع علية الاختيار ليمثل " ال6%" تمثيل نسبي يعني.


· في المواصلات من المعتاد أن تفسح ليجلس لجوارك أي أحد عشان تخلص بينما تستنكر أن يجلس إلى جوارك واحد مسيحي.
· البعض لا يقبل حتى السلام عليهم
· تجد البعض يأنف أن يشتري من بقال لمجرد أنه مسيحي ,وإن كنت أراها على الجانب آخر أكثر وضوحاً


وعلى الطرف الآخر تجد أفعالاً زادت من تلك الفرقة إما برد فعل حيناً وإما عن عمد أحياناً أخرى:

· فمثلاً سياسة الانعزال و التحزب التي أصبحت السمة المميزة للمسيحيين.
· مثلاً عندنا الميحي ممكن يدبح واحد من عياله ولا يسكنش مسلم في بيته.
· لدينا الآن سلسة من المحلات في كل شيء من الأبرة للصاروخ بتمويل خالص من الكنيسة مع دعوة صريحة للكف عن الشراء ممن غضب منهم الرب... بقى دا امه كلام يا أخونا!!!!
· محاولات إقحام دولا أخرى و استغلال الموقف –لاكتساب عدد من النقاط-ولو على أنقاض ذلك الوطن .
· تصدقوا يقولون أختار قساوستهم اللون الأسود حزناً على" احتلال المسلمون لمصر" ومش هيخلعوه غير لما يغوروا من وشهم و بيغيروه بس يوم العيد "أهو يوم ترويح!!"
· العدائية التي تتولد حديثاً بين الشباب المسيحي والتي أرى أنها متعمدة
"طبعاً وما يقوم به أقباط المهجر خير دليل واعتبر من يشارك فيه ويوافق على كافة أطروحاته خائناً كان من كان "

نعم هناك أمثلة كثيرة فيها ود متبادل ولكن دعنا نتحدث بصدق كم تمثل تلك الأمثلة:
i. لي صديق مسيحي تقربناً لبعضنا كثيراً حتى أن من يراه يسأله عني ومن يراني يسأله عني من فرط ما رأونا معاً.... النتيجة: ماذا ؟
كل من له كلام ومن ليس له كلام معي جاء يراجعني في فعلي ليعيدني لصوابي ولولا كوني ذو اتجاه وميل ديني واضح لما نجيت من تكفيرهم ,وإن كان أبدى ذلك البعض على سبيل الفكاهة " انت هتنصرن ولا أيه؟ هاها.." حقيقةً لي من القوة على وقف كل اللسان , أن استمر في ما أراه صحيحاً ,ولكن ما حدث لصديقي كان ابتزازاً كما وضع حدا لتلك اعلاقة ولو على صورتها الحالية فافواج من الزملاء يحجون لبيته ينصحونه بالبعد عني لأني البعبع -وخاصة بتوجهي الديني المعروف" على فكرة لنا من الأخوان ولا السلفيين ولا التيار الإسلامي عشان مخك ميروحش بعيد" – ولم يشفع كوني لي علاقات جيدة معهم جميعهم ,وصل الأمر أن بدأ القساوسة يزورونه في البيت مابين الترغيب والتهديد لدرجة أن طلب مني أن نكف عن الظهور معاً حتى لا يتعرض للمشاكل قبلت مرغماً .. أنا لا أجبر أحداً على تحمل الصعاب من أجل ما يراه صحيحاً.."طبعاً لو دخلنا في الجد والـ (س و ج و ن ) كنت هفلسع أصلي حبايبنا مبيرحموش"

ii. والدتي هي الأخرى لها صديقة مسيحية لن أتحدث عن كم الضغوط المبذولة ضدها ولولا كونهم راشدين وسيدتين مصريتين من النوع الطيب التي لا ينتظر منهما حركات ثورية إضافة إلى تقارب بين والدي وزوجها لكان الأمر انتهى هوالآخر على النحو نفسه وبعدين نقول وطنية "ياراااجل!!"


iii. وهناك الكثير والكثير ولكن للأسف كما تدل على تواجد أمثلة من الإعتدال توضح في الوقت نفسه علىالتيار المعاكس, على فكرة انا بلوم الطرفين بنفس القدر , المشكلة اننا لمنتعود منذ الصغر على قبول الآخر واحترام الوالدين لرأي الطفل ومناقشته ..مسكين هيجيبه منين.

لي ملحوظة على حكاية "المسلمين اللي غزو مصر"دي..
على حد معلوماتي الضئيلة إن المسلمين دخلوا مصر بمساعدة الأقباط والرهبان الذين عانوا الأمرين على أيدي الرومان –وقتها حكم الرومان مصر - من التعذيب عندما كان الرومان وثنيين ,وعانوا أكثر عندما دخل الرومان المسيحية لأنم لسوء الحظ اختاروا مذهباً آخر , وعصر الشهداء لديهم أكبر دليل على ذلك , وبعدين أحنا المسلمين أغلب أجدادنا مسيحيون دخلوا الإسلام يعني لا في غزاه ولا يحزنون... ياريت بلاش دعاوى التعصب والفتنة.كفاية.

· تيجي للنواحي الحياتية فلن تجد في أي مجتمعنا يحدث في مجتمعنا من كم تنحية الآخر و تهميشة ووأد أي إنتاج يرتبط به ,وهنا أقصد بالآخر هم من يختلفون معنا في أي رأي كان بداية من أتفه المواضيع من مجرد النقاش العادي وصولاً لأعلى وأبرز الآراء التي يعج بها الوسط السياسي , فهناك إقصاء مقصود لكافة الآراء والأنشطة المخالفة لرأي الدولة حتى ولو كانت نافعة ومفيدة للمجتمع مادامت لا تتماشى مع آراء الحزب الحاكم...فمثلاً :
· الأحزاب السياسية الأخرى لا تجدلها لا أي عمق على المستوى الشعبي نتيجة لإقصاء واضح من الدولة بهدف ترك الحلبة لهم دون منافس رغم كوني لا أنتظر من تلك الأحزاب إذا حدث ومسكوا زمام الأمور إلا كل إقصاء لكافة القوى المناوئة ولن تختلف أخلاقهم كثيراً عن الحزب الوطني إلا ما رحم ربي... لكن على الأقل يصبح لكل فئة حظه من الإقصاء ومن الترقي .
· الإخوان "رغم اعتراضاتي العديدة لطريقتهم ف تناول القضايا وأولوياتهم التي لا تسم بعض أفعالهم بالريبة" ولكن هم دائماً في خانة الإقصاء, وإن كانوا استطاعوا بنظام يحسدون عليه بسط تواجد على الأرض بشكل لم تنجح فيه الأحزاب التي نالت من الشرعية التي يبدوا أنها كانت على ضحالتها من الكثرة كتمت على نفسها فاختنقت , وأن كنت أرى أن المسرح الحالي ينم عن تواجد لاتفاق خفي بينهم و بين الدولة- وهو موجود دائما فعلاً- و ماحدث في المرحلتين الثانية والثالثة من انتخابات مجلس الشعب أتم دليل على ذلك وليس العكس , فما دامت الدولة قادرة على سحلهم كما حدث فلما تركتهم قبل ذلك-اقصد المرحلة الأولى - الحقيقة أن ماحدث فقط لحماية تواجد الحزب فقط..العلاقة ما بينهم هي علاقة"tom & gerry" ,كل واحد ضروري لوجود الآخر.
· الأزهر أكبر دار لتنحية الآراء التي لاتتفق مع الدولة بشكل أو بآخر فهي تترك من يتفق معها أو "اللي يقعد كده على حيله على جنب ويتلهي على عينه ويخليه في نفسه" أهلاً به , لذا تترك السلفيين وترخي الحبل لجموع الصوفيين حتى ولو جعلوا البلد كلها حضرة أو مولد كبيرة "يلا خليهم يتلهو ويلهو الناس معاهم"...حسبي الله ونعم الوكيل, أما الوهابية "الخطر الآتي من الشرق" كما يحلو للبعض أن يسموها .. ربما تتشدد هي الأخرى وربما تقوم هي الأخرى بإقصاء من خالفها من آراء لكنها تتعرض للمثل..يبدوا أنها عقلية الجهلاء العرب من كل الطوائف التي تسعى لنا جميعاً أن نقف عند ما نحن عليه وإن كنت أحمد للوهابية قدرتها على التخلص من موالد الجهل الديني و الأضرحة التي كانت تجتاح الحجاز قديماً والتي مازلنا نرزح نحن هنا تحتها بفعل فاعل!!., أخبرني صديق أن له قريب قدم في الأزهر للحصول على درجة الدكتوراه وكانت رسالته تستمد مرجعيتها من عقيدة الإمام "محمد بن عبد الوهاب""الوهابية" واعترض على نقاط في المذهب الأشعري ,فقام الدكتور على جمعة أو أياً من كان فقطع الرسالة نصفين في وجهه وقال له إحنا هنا أشعريين وخد كلمتن اللي فيهم النصيب ما زلت أذكر كلمات أ. أسامة سرايا في ندوة وكم الكره الذي يتحدث به عن السعودية ودول الخليج ولم نسى أن يوزع اتهاماته لهم بالشروع في زرع جماعات داخل مصر للتخلص منها والسيطرة عليها " بلا نيله " بتاع أيه لا الإخوان ولا السلفيين بيحبوا السعودية , ومن يومين قريت فتوى سعودية بتكفير حسن البنا وكل اتباعه من الإخوان يبقى أيه يا سيدي .
· أما في دراستي الأكاديمية فحدث ولا حرج عن ما واجهته من أعاجيب , فكلام الباشا قرآن وكلام الدكتور اللي بعده أنجيل-عشان الوحدة الوطنية- و هلما جرة وكل لا يقبل كلام الآخر," ولو اتكتب في Textbook " ,ولو حظك العاثر رماك في وش "دك..تور" وقلتله حرف معجبوش يا سلام تبقى كفرت, وحل فيك الدبح " هذا ما حدث لي مراراً وتكراراً ", دخلت في يوم وعملت فيها فتك و ذاكرت من كتاب في عين شمس وسألني الباشا في الشفوي أنت حضرت محاضراتي ...قلت له أيه ده ياباشا بتقول أيه دا كلام تقوله..سكت "الباشا فهم خطاً أني حضرت"..ثم سألني طبعاً أفضت وجبت من هنا وهنك و لما قلت كلام بتاع عين شمس عينك متشوف إلا النور .أنسى الكلام ده , أنت مبتحضرش قللي جبت الكلام ده منين , وده السؤال اللي كلنا بنخاف منه , واللي تم تحذيرنا بشدة منه!! ..قلتله ياباشا مكتوب في كتبنا ...هاج وماج قاللي غلاااااااط ...يلا مع السلامة..بس أيه الحمد لله نفعني النظري واللجنة الثانية كيفت الدكتور بكلامه وعدٌت"
· البيت :أعتقد أنها المؤسسة الأولى لوئد كل الآراء, لذا ينشأ الطفل إما على السلبية و يصبح على ابركة المواطن المصري المهذب يشرب اللبن الصبح وشتري الأهرام ويستنا في طوابير الجمعية بصبر أيوب سعيد بما جناه وينام بدري , وإما يخرج متشبث بأراءه كأنها الوحي الإلهي يارب صبرنا.

لا يوجد للأسف ما يسمى بحياد الرأي هنا ,الكل يعكف على إثبات رأيه ويجند كل طاقاته لفرضها على الآخرين , لو أنفق نصفها لتقبل الآخر على هيئته وله أن يسعى لمناقشته دون إرغام لكان أولى , أعتقد آن الأوان أن نتوقف عن سياسة التنحية والتهميش لما لا يلتقي مع رغباتنا وإلا هلكنا جميعاً..

1 comment:

dr_casper said...

الأخ نور
سعيد بالمرور لمدونتك
المقال يناقش قضية مهمة في مجتمعنا و هي مشكلة الاخر
...
يا اخ نور عندما نتكلم عن هذه المعضلة الوطنية فينبغي ان نتحلى بالحيادية لاقصي حد

نطلب من المسلم ان ينسى كونة مسلما للحظة و يفكر قليلا تفكيرا حرا لا يعتمد على الموروث
و بالمثل ينبغى أن نطلب من المسيحي ان ينسى مسيحيته قليلا و يفكر و هو يطلب الحيقية التي قد تكون غير ما نعتقد و غير مانحب لكن ذلك لن ينفى ابد كونها الحقيقة


رايك ان الإنغلاق و التقوقع مسيحي اكثر منه مسلم
ربما يكون هذا رد فعل اكثر منه فعل
انت تعرف ان المسيحيين يشعروت بالتمييز الطائفي في وطنهم و قد يكون معهم بعض الحق و انت من سوهاج و تعرف

كثير من المسيحيين يحملون افكار متطرفة و مخزية من عينة نطردهم برة مصر
الغزاة العرب
و لكن يا سيدي
الا يحمل البعض في تيارك افكارا مماثلة
اسأل ان لم تكن تعرف
و الاحاديث المفتراه على سيدنا رسول الله كثيرة
فلتتضروهم الي اضيق الطرق
و لا يحتفلوا باعيادهم
و لا يقرعوا اجراس كنائسهم
و لا يظهروا العزة و لا يركبوا الحصان لانه رمز العزة
ثم تبدا التفسيرات المبتورة من السياق لاي الذكر الحكيم فليدفعوا الجزية عن يد و هم صاغرين
(أذلاء مهانيين)
دورك يا سيد نور و دوري رفض هذه الافكار في تياري
و دور صديقك المسيحي رفض افكارهم الكريهة من عينة العرب اللي احتلوا البلد

أما فكرة ان المسيحيين رحبوا بالفاتح العربي فهذه و اسعة شوية للاسف
و انا نفسي كنت اظن ذلك
لكن الحيقة قد تكون غريبة و مؤلمه لكنها عظيمة لانها الحقيقة