حكايا جليفر المصري1
عسكر في المعسكر
في إطار حرص الكلية على بعث القوافل الطبية القرى النائية فقد أتحفتنا بتلك الأخيرة إلى "أولاد الجبل".........طالعنا لأول وهله مبنى كبير يفترش الرمال وفى أحضان الجبل .(1)غرفة العمليات :إمكانيات جبارة هو الانطباع الأول الذي يصلك من جرد النظر: غرفة مجهزة بأحدث الإمكانيات:1-دكه خشب اسطنبـــولى.2-لمضـــه عويل (5 حصان).3-خرطوم عربة كسح لسحب الدماء المتكونة أثناء الجراحات الضخمة.4-شبت قطن طبي مفتخر (لسه مقطوف من الغيط).5-5شبابيك على الشارع للتهوية تحس منهم انك في الشارع.6-فرن شمسي
(auto clave)
.يعمل بقوة القش والجاز.أحدث عملية تمت فيها لطبيب مفتح حول واد لبت وهو بيعمل عملية طهارة .(2)صيدلية المستور :كثرت الشائعات التي حامت حولها لذا بعثنا مراسلنا لتنقل لنا الكاميرا الموقف عن قرب لنتعرف على الحقيقة. المنظر يندى له الجبين ألوف البشر تتصارع للحصول على شرائط أدوية بدا واضحاً أنها نفذت ولم يجد زملائنا سوى الجلوس بنفاد صبر.أرسل لي أحدهم وطلب إخفاء اسمه ( لدواعي أمنية) واندفع يحدثنى بحرقة عن المأساة التي تعيشها الصيدلية فقد لاحظ مراراً أدوية هامة_ المرضى في أمس الحاجة_ في جيوب العمال وغيرهم هذا إن لم يحملوا كراتين الدواء جهاراً نهاراً ..وحدث ولا حرج.بعد أن شكرته أرسلت أحد مراسلينا لإيضاح أغوار تلك الأمور...تنكر في زي أحد الطلبة ودخل الصيدلية وهاك الجدول اليومي لها الســـاعة العاشرة والنصف صباحاً :فتح الصيدليةالســـاعة( 11 ) إلا ربـــــــع :تشارف الصيدلية على النفاذ رغم يقين مراسلنا من وجود آلآف الشرائط منها منذ ثواني استطاع بعد ذلك بعيونه المدربة رؤية مئات منها في جيوب العمال والسائقينالســـاعة( 11 ) تماماً :نفذت الصيدلية تماماً من الدواء رغم دهشة من بالداخل _من الزملاء_وحيرة من بالخارج من المرضى أظلمت الدنيا في عيني مراسلنا ولإثبات طهارة المعسكر توجه عميلنا إلى (....)فدار الحوار التالي :العميل :يا (....)العمال و السائقين بيسر قوا الــــدواء(......) :أنت عملت البحث بتاعكالعميل :طيب غور وكمله وابقى تعالى اتكلم .لم نيأس بسرعة وانتظرنا اجتماع المعسكر خبأنا كاميراتنا بين جذوع النخل وأوراق الصبار المتناثر حولنا وتابعنا بترقب:كنا قد أعددنا جيشاً من المتحدثين ليثيروا عاصفة من الانتقادات على سير المعسكر تعالى فيها الهتاف ولكن طبعاً لم يعجب ذلك الكثير و ولسبب غير مبرر انضم الجنس الآخر لهم وقامت أحد المتحدثات تعدد الفوائد الوهمية لتلك الزيارة وأنشدت :ممــــــتاز يا حبيبي ممـــتاز ........ حتى لو حطيت في زوري قزازلو حطتني في حله أو بتجاز ...........ممـــــتاز يا حبيبـــــي ممــــــتاز ويبدو أن الزميلة نسيت أو تناسيت آلام هؤلاء البؤساء.
(3) العيادات:* عيادة الجراحة:لم تكن بطبيعة الحال أفضل من غيرها، فلم يتوافر بتلك العيادة سوى زجاجة صدئة بها قليل من صبغة اليود التي كانت تطفو على سطحها قطن محروق أو حاجة غريبة، والتطهير بها في غاية السهولة: كب منها أي كمية على الراجل، يتطهر على طول والدكتور يقوله: تقدر تروح يا حاج ! من غير بقى لا قطن ولا شاش ولا الحاجات الغريبة دي (احنا قلنا قبل كده ان غيط القطن مخصص لفرفة العمليات)* عيادة النسا:للحق، شهدت نشاطا على عكس غيرها وإن كان هذا النشاط يقتصر على الساعات الأولى فقط، وقد روى لنا أحد الزملاء أنه بعد فترة من جلوسه بجوار الطبيب خلع عليه الطبيب ثوبه، وخلع هوّ...أعطى له روشتتان وقال: دي للحوامل، ودي للباقي...واتصرف انت !!* عيادة الجلدية:حقيقة، أقف احتراما لهذه العيادة والتي أشيد حقا بجهودها وذلك لأن أهل القرية البؤساء يعانون من أكثر أمراض العصر عنفا لدرجة أن أسرة كاملة من 10 أفراد تعاني جميعها من الجرب !!*عيادتي الرمد والأنف والأذن:كانت تختلف على حسب الطبيب القائم عليها لكن بالطبع المشكلة الأولى والأخيرة: لا فيه تورش(كشاف يعني) فوق ولا قطرات في الصيدلية تحت، أنا كنت دايما بسأل نفسي : عملوا ليه العيادة من الأساس؟!*عيادات الباطنة وغيرها التي كانت تعاني من قلة الإمكانيات التي جعلت الأطباء خاصتها يظنون أنها دعابة حقيقة: 1-لم يكن على لسان المرضى سوى:حسبي الله ونعم الوكيل2-المرضى هناك في غاية الطيبة، بيدعوا لناس ما يستاهلوش !!(4) داخل البيوت:أما أثناء حركتنا داخل البيوت، فقد حفلت بالعديد من النوادر ....1-في قرية العزبة: التف حولي الأهالي في شيء من الغضب، بينما شرع الباقون خاصة النساء في الخروج من المنازل في حركات هستيرية حادة دعتني لأن أهم بالفرار لولا أن استوقفني الناس اللي حواليه وأخبروني أن زوجاتهم ظنوا أن الزميلات هم بنات من العراق شاء القدر أن نقوم نحن بتوزيعهم على رجال القرية كل على حسب عدد زوجاته (يكمل 4 يعني)..ياريت ونخلص! 2-دق أحد زملائنا باب أحد أفراد القرية فاجأه رب الأسرة بقوله: ماعندناش حمام، ورينا همتك وركب !!3-أما عن إبداعات الزملاء في ملء الاستمارات فحدث ولا حرج...الزميل (س): فلان الفلاني أعزب ويوافق على تنظيم الأسرة ويستعمل اللولب !!الزميل (أ): فلان الفلاني ليس لديه كهرباء ولديه ثلاجة وتلفزيون !الزميل (ع): فلان الفلاني أعزب ولديه ثلاث أبناء...أستغفر الله!حقيقة:سيبك من كل التريقة والهزار...خلوا عندكم دم يا عالم إذا ما كناش هنعمل اللي علينا من منظور طبيب بيعالج يبقى على الأقل نتعامل مع الناس من منطق الإنسانية...ولا المعنى ده غريب على بروتوكولات الأطباء عندنا ؟!!!ربما كان علينا ألا نزور هذه الأماكن ، على الأقل اللي يموت منهم يموت بكرامة من غير إهانة أو إيلام !!!
ودمتم !
(3) العيادات:* عيادة الجراحة:لم تكن بطبيعة الحال أفضل من غيرها، فلم يتوافر بتلك العيادة سوى زجاجة صدئة بها قليل من صبغة اليود التي كانت تطفو على سطحها قطن محروق أو حاجة غريبة، والتطهير بها في غاية السهولة: كب منها أي كمية على الراجل، يتطهر على طول والدكتور يقوله: تقدر تروح يا حاج ! من غير بقى لا قطن ولا شاش ولا الحاجات الغريبة دي (احنا قلنا قبل كده ان غيط القطن مخصص لفرفة العمليات)* عيادة النسا:للحق، شهدت نشاطا على عكس غيرها وإن كان هذا النشاط يقتصر على الساعات الأولى فقط، وقد روى لنا أحد الزملاء أنه بعد فترة من جلوسه بجوار الطبيب خلع عليه الطبيب ثوبه، وخلع هوّ...أعطى له روشتتان وقال: دي للحوامل، ودي للباقي...واتصرف انت !!* عيادة الجلدية:حقيقة، أقف احتراما لهذه العيادة والتي أشيد حقا بجهودها وذلك لأن أهل القرية البؤساء يعانون من أكثر أمراض العصر عنفا لدرجة أن أسرة كاملة من 10 أفراد تعاني جميعها من الجرب !!*عيادتي الرمد والأنف والأذن:كانت تختلف على حسب الطبيب القائم عليها لكن بالطبع المشكلة الأولى والأخيرة: لا فيه تورش(كشاف يعني) فوق ولا قطرات في الصيدلية تحت، أنا كنت دايما بسأل نفسي : عملوا ليه العيادة من الأساس؟!*عيادات الباطنة وغيرها التي كانت تعاني من قلة الإمكانيات التي جعلت الأطباء خاصتها يظنون أنها دعابة حقيقة: 1-لم يكن على لسان المرضى سوى:حسبي الله ونعم الوكيل2-المرضى هناك في غاية الطيبة، بيدعوا لناس ما يستاهلوش !!(4) داخل البيوت:أما أثناء حركتنا داخل البيوت، فقد حفلت بالعديد من النوادر ....1-في قرية العزبة: التف حولي الأهالي في شيء من الغضب، بينما شرع الباقون خاصة النساء في الخروج من المنازل في حركات هستيرية حادة دعتني لأن أهم بالفرار لولا أن استوقفني الناس اللي حواليه وأخبروني أن زوجاتهم ظنوا أن الزميلات هم بنات من العراق شاء القدر أن نقوم نحن بتوزيعهم على رجال القرية كل على حسب عدد زوجاته (يكمل 4 يعني)..ياريت ونخلص! 2-دق أحد زملائنا باب أحد أفراد القرية فاجأه رب الأسرة بقوله: ماعندناش حمام، ورينا همتك وركب !!3-أما عن إبداعات الزملاء في ملء الاستمارات فحدث ولا حرج...الزميل (س): فلان الفلاني أعزب ويوافق على تنظيم الأسرة ويستعمل اللولب !!الزميل (أ): فلان الفلاني ليس لديه كهرباء ولديه ثلاجة وتلفزيون !الزميل (ع): فلان الفلاني أعزب ولديه ثلاث أبناء...أستغفر الله!حقيقة:سيبك من كل التريقة والهزار...خلوا عندكم دم يا عالم إذا ما كناش هنعمل اللي علينا من منظور طبيب بيعالج يبقى على الأقل نتعامل مع الناس من منطق الإنسانية...ولا المعنى ده غريب على بروتوكولات الأطباء عندنا ؟!!!ربما كان علينا ألا نزور هذه الأماكن ، على الأقل اللي يموت منهم يموت بكرامة من غير إهانة أو إيلام !!!
ودمتم !
No comments:
Post a Comment