القيسارية جنة النساء
القيسارية أحد أكثر مناطق سوهاج عشوائية ، عبارة عن متاهة من الصعب على غير أهلها الخروج منها إلا بصعوبة بالغة
فشوارعها عبارة عن دوائر متداخلة ومتقاطعة وضيقة ولا تبدو لها سماء لما يتم تعليقه من ملابس وبضائع من الجانبين ، فهي تعد أكبر سوق للقطاعي والجملة في سوهاج بلا منازع ، تزغزغ المار فيها روائح العطارين و محال البخور والعطور ومطاحن البن التي تنتشر هنا وهناك كما لو أنك ألقيت حبات نرد وسط القش بلا نظام ، بينما تتراص محلات المجوهرات بعضها جانب الأخرى مكونة شوارع خاصة ، كأنما تحتمي بعضها بالأخرى والتي علمت أنها أخيراً تنفست الصعداء بعض قرار المحافظ السابق بإغلاق كافة محلات الدهب بعد الحادية عشرة بعض سلسلة من السرقات التي اجتاحت عدد منها ولكن بعد رحيله توقف العمل بذلك القرار وكما يقولون"مات الملك عاش الملك "يبهرك كم النساء التي تحج لذلك المكان ويطوفون طرقاته وتتعلق أعينهم بباتريناته وواجهاته تمتد أعينهم للمسوح المعلقة والبضائع والمجوهرات بخشوع وكما انك ترى أحد الطقوس الدينية لكهنة بوذا ، وتسمع على البعد أنغام همهمات الناس وكأنها ترانيم تعم ذلك المعبد ، ما يؤرق الماشي فيها فقط هو كم تلاحم الأجسام فيها لكثرة الحجاج وكأنك تسبح في موج بشري جارف، لا يهتم المار فيها بمن يلاصق ذكرا كان أم انثى الكل معلق بما يرى ووسط هذا الحشد تراه وكأنه مدفونا وسط الملابس والبضائع المعلقة تحاول بوابته أن تطل برأسها مما يغطيها من تلك البضائع بلا جدوي، كنت أظنه في البداية أحد تلك المتاجر ولكني اكتشفت أنه مسجد أثري يدعى مسجد علي بك الكبير ، عرفت من صاحب عطارة بجواره أنه مسجد من عهد المماليك مبني على نفس الطراز الذي يتميز سقفه ببناء خشبي مزخرف وعلمت أن الهيئة السياحية تبدأ في مشروع لترميمه وضمه للخريطة السياحية هناك ، ولا ينسى الخارج من تلك المتاهة ان يمر على مسجد العارف بالله وهو أحد أكبر و أشهر مساجد سوهاج كافة يتميز بزخارفه الرائعة وارتفاع قبته ومأذنته بشكل كبيير جداً، والبوابة الشمالية للقيسارية يربض هناك جامع القطب وجامعته وهي عبارة عن معهد ديني لإعداد الدعاة وتحفيظ القرآن والحديث ومناظرة التفاسير القرآنية ، ميزة ذلك المكان أنها علىقرب شديد من محطة القطار بسوهاج
وكذلك الأتوبيس والعربات ربما لأنها محط تجار الجملة من الشمال والجنوب لشراء البضائع، يأسرك مشهد النساء وهي تخرج من هناك أفواجا أفواج محملين بما لذ وطاب وكأنهم خارجين تواً من الجنة، فعلا ً النساء عشاق الأسواق في كل حدب وصوب...الحمد لله أني لم أصطحب معي أحداً من أهلي لكي لا أعلق هناك لشهور طوال..... أكيد هو نوع من العشق الفطري الكامن في عقولهن وقلوبهن على السواء!!
صور المسجد على بك الكبير..... من الداخل
وكذلك موضع لترميمات الحمامات والميضه
---------------------------------------------------------------
وفتحة جانبية لأعمال الترميم على الجهة الأخرى
مسجد العارف وميدان العارف